نشرت برقية ويكيليكس سرية استجابة قناة الجزيرة للمطالب الأمريكية حول المواد التي تزعجها في موقع الجزيرة وقناتها الإخبارية، حيث تشير البرقية إلى تعهد وضاح خنفر مدير عام قناة الجزيرة بحذف وتعديل الأخبار التي تزعج الحكومة الأمريكية.
وتحدثت البرقية المؤرخة بشهر أكتوبر 2010، عن لقاء مسؤول استخبارات أمريكي مع مدير عام الجزيرة وضاح خنفر لمناقشة تقرير لاستخبارات العسكرية الأمريكية حول "المحتوى الصادم" في موقع الجزيرة، وتشير البرقية إلى إعداد خنفر ردا كتابيا على نقاط مكتب الاستخبارات العسكرية الأمريكية عن نقاط وردت في الموقع في شهور أغسطس ويوليو وسبتمبر، وأشار خنفر إلى أن أحدث موضوع منشور أخضع إلى المراجعة لتخفيف لهجته والتفاصيل القوية فيه وسيتم حذفه خلال اليومين التاليين".
وتشير البرقية إلى طلب خنفر الاتفاق على طريقة إرسال برقيات مكتب الاستخبارات الأمريكية لمراقبة الإعلام العربي، لانه وجد إحداها في جهاز الفاكس (في إشارة إلى سهولة إطلاع الآخرين في القناة عليها).
وتتضمن البرقية الإشارة إلى قول السفيرة الأميركية لوضاح خنفر بأن التغطية السلبية قد تقلصت منذ شهر فبراير بينما زادت سلبية البرامج في شهر سبتمبر (يرجح أنه يراد بالسلبية، الأخبار التي تنتقد الولايات المتحدة- المحرر) مثل تعدد المصادر الإخبارية في العراق واستخدام لغة مستفزة وعدم تحقيق توازن بين وجهات نظر متطرفة واستخدام أشرطة الإرهابيين.
وفي فقرة أخرى من البرقية يعترض وضاح خنفر على استخدام كلمة "اتفاقية" في التقرير، مشيرا إلى عبارة في التقرير الأمريكي حول الجزيرة لشهر أغسطس، والعبارة هي "في مخالفة للاتفاقية مع القناة مع مسؤولين أمريكيين" حيث أشار إلى أن الاتفاقية شفهية، "غير ورقية ويقلقنا كمؤسسة إخبارية أن نتقبل ورود أمر كتابي عن الاتفاق".
ويضيف أن نقاط الاعتراض الأمريكية على عبارات استفزازية هو أمر لا يتم التحكم به طالما صدر عن شهود أو أشخاص في مقابلات، بل سيتم الالتزام بتجنبها من قبل مذيعي وموظفي القناة. تشير البرقية تاليا إلى اعتراض امريكي عن تغطية الجزيرة لما حصل في تلعفر العراقية، حيث نشرت الجزيرة صور دامية.
وقال خنفر أنه حذف صورا جرى الاعتراض على نشرها وهي لطفلين في مستشفى وامرأة مصابة في وجهها، لكن السفيرة الأمريكية سجلت انتقادها لإفادة طبيب ألمح حديثه إلى استخدام غازات سامة من قبل الأمريكيين، ولدى الطلب بحذف الموضوع قال خنفر إنه سيحذفه خلال يومين أو ثلاثة ولا يمكن حذفه فورا كي لا يثير أقاويل حول ذلك.
وتختتم البرقية بتعهد خنفر عدم نشر موظفي الموقع لأي موضوع قبل إرساله لمكتبه للموافقة على نشره (ملاحظة : مبنى موقع الإنترنت يقع في مبنى بعيد عن مبنى القناة)وأشار خنفر إلى فترة سابقة كان يتمتع فيها صحفيو الموقع لاستقلال ذاتي بإدارة الموقع لكن مدير الموقع عبد العزيز محمود يحضر الاجتماع التحريري الاسبوعي في مكاتب المحطة التلفزيونية، ويجري سحب استقلالية موظفي الموقع لتنسحب عليهم ذات المعايير التحريرية في القناة التلفزيونية.
واختتم خنفر بالقول: لا أقول أن هذه الأمور لن تحدث مستقبلا في الموقع، لكنها مسألة تعّلم".
Source:
http://wikileaks.org/cable/2005/10/05DOHA1765.html
0 Comments:
Enregistrer un commentaire