تتواصل مشاورات رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد لليوم الثالث على التوالي مع مكونات الساحة السياسية في البلاد بهدف الوصول إلى توافق حول تركيبة لحكومته بإمكانها الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب . وتأتي هذه الجولة الثانية اثر تفاعل أغلب الأحزاب السياسية سلبيا مع التركيبة التي أعلنها الصيد يوم الجمعة 23 جانفي 2015 وتحفظها على بعض الأسماء. رئيس الحكومة المكلف استهل سلسلة مشاورته الجديدة يوم الأحد مع الهيئة التأسيسية لحزب نداء تونس و نوابه بالبرلمان اثر وجود تباين في المواقف داخل الحركة التي كلفته بتشكيل الحكومة وتلويح بعض نوابها بعدم التصويت لفائدة حكومته. كما التقى الصيد مساء الاثنين 26 جانفي 2015 رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي قال رئيس إنه في حال بقاء تركيبة الحكومة المقترحة بشكلها الحالي فإنه من الصعب أن تمنحها الحركة ثقتها مرجعا ذلك إلى أن هذه الحكومة لا تمثل طموح التونسيين في حكومة وحدة وشراكة وطنية ممثلة لجميع التونسيين قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة واتخاذ القرارات الصعبة ، على حد تعبيره. وبدوره أكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي اثر لقاءه الاثنين 26 جانفي 2015 رئيس الحكومة المكلف الحبيب أن هذا الأخير قد أبدى استعداده لتوسيع أو تغير تركيبة حكومته . واعتبر الهمامي أن التشكيلة الحكومية الحالية تعد ضعيفة شملت أسماء تحوم حولها شبهات وتعلقت بها قضايا، على حد تعبيره. وعبر عن أمله إلى أن تفضي المشاورات الإضافية إلى وفاقات وطنية حول تركيبتها وبرنامجها بصورة تجعلها قادرة على الحصول على أغلبية واسعة عند عرضها على الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب. كما أكّد رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم الذي انسحب من المشاركة في الحكومة قبل اللحظات الأخيرة من الإعلان عنها اثر لقاءه أمس الصيد ،وجود تمشي نحو تغيير التركيبة المعلنة، مشددا على ضرورة تحديد ائتلاف سياسي متوافق أو تحالف لأحزاب سياسية يمكنها العمل جنبا إلى جنب مستقبلا لتكوين حكومة تحظى بمساندة كل الأحزاب. وشملت سلسلة مشاورات الصيد أيضا بعض وزراء السيادة في تركيبة حكومته على غرار وزير الدفاع فرحات الحرشاني و وزير الداخلية ناجم الغرسلي الذي تفيد بعض الأنباء بانسحابه من هذه التشكيلة فضلا عن لقائه بوزير الشؤون الدينية العروسي الميزروي الذي غادر من الباب الخلفي لدار الضيافة دون الإدلاء بأي تصريح. كما يشار إلى أن كريم سكيك قد وجه مكتوبا رسميا إلى رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد طلب فيه إعفاءه من الحقيبة الوزارية التي اسند إليه لتولي وزارة تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي مبررا رفضه بالانتماء للقطاع الخاص وامتلاكه لعدّة شركات لها تعاملات مع الإدارة التونسية مازالت قائمة إلى اليوم إلى جانب مشروع مهتم بالتجارة الالكترونية. وواصل الصيد صباح الثلاثاء 27 جانفي 2015 سلسلة لقاءاته إذ يجتمع حاليا بقيادات من نداء تونس وهم الطيب البكوش ومحمد الناصر وسلمى اللومى و لزهر القروى الشابي ومحمد الفاضل بن عمران و حافظ قائد السبسي و بوجمعة الرميلي في انتظار أن يلتقي في المساء بقيادات من أحزاب الاتحاد الوطني الحر و آفاق تونس و الجبهة الشعبية. نتائج هذه المشاورات مازالت غير واضحة إلى حد الآن وربما قد تعيد خلط الأوراق من جديد خصوصا إذا ما قررت أحزاب افاق تونس والنهضة والجبهة الشعبية أو أحدها المشاركة في الحكومة المطالبة بأن تحظى بأكبر توافق حتى تضمن المصادقة بأريحية داخل أروقة مجلس نواب الشعب.
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
0 Comments:
Enregistrer un commentaire