عصابة للقذافي تخوض معركة دامية في بنغازي قبل الاستسلام
0 Comments

وكالات - لقي 6 من مقاتلي المعارضة الليبية مصرعهم بمواجهة عنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية مع مجموعة مدججة بالسلاح موالية للعقيد معمر القذافي، ويشتبه في ضلوعها باغتيال القائد العسكري للثوار اللواء عبد الفتاح يونس، وذلك في حي الرحبة ببنغازي معقل الثوار، بعد أن رفضت الامتثال لقرار زعيم المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل القاضي بحل الميليشيات كافة ووضعها تحت إمرة المجلس. وذكر محمود شمام المتحدث باسم الثوار في بنغازي، أن العصابة التي تطلق على نفسها “كتيبة النداء” يشتبه في أنها نظمت فرار نحو 300 سجين من الموالين للقذافي من سجن في بنغازي أمس الأول.

وبالتوازي، كشف عبد الجليل أن قرار استدعاء اللواء يونس من جبهة البريقة الخميس الماضي، للاستجواب، تم بموجب مذكرة صدرت بموافقة “اللجنة التنفيذية” في المجلس الانتقالي، قائلاً “لسنا نعرف من الذي كان حاضراً عندما اتخذ القرار ولا إلى ماذا يستند”، في حين أعلن العقيد أحمد عمر الباني القائد العسكري بالمجلس أن القضاة الأربعة (في المجلس التنفيذي) لم تكن لهم صلاحيات لاستدعاء يونس وأن وزارة الدفاع التابعة للمعارضة كتبت رسالة ترفض قرار الاستدعاء”.

وفي السياق، أفاد قائد “اتحاد القوى الثورية” فوزي بوقطيف الناشط مع الثوار في وقت متأخر أمس الأول، بأن جماعته لم يكن لديها مصلحة في اغتيال قائدهم العسكري، مضيفاً “لقد أخذوه من مكان ما في أجدابيا إلى بنغازي، ولا يعرف أحد تفاصيل ما حدث هناك”، وشدد على أن التحقيق سيظهر “من المسؤول” عن الجريمة.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم ليل السبت، الأحد، أن هناك اتصالات بين النظام الليبي وأعضاء في المجلس الانتقالي، مشيراً بصفة خاصة خلال مؤتمر صحفي ببنغازي إلى محمود جبريل المسؤول الثاني بالمجلس وعلي العيساوي مسؤول العلاقات الخارجية ورجل الدين النافذ علي الصلابي وآخرين.

ميدانياً، سيطر الثوار صباح أمس، على قرية جوش على سفح جبل نفوسة الغربي، واستمروا في زحفهم غرباً من أجل السيطرة على تيجي البلدة الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى طرابلس. كما خاضوا قتالاً شرساً أمس ولليوم الثاني على التوالي، ضد كتائب القذافي في مسعى لدحرها في زليطن وهي واحدة من 3 مدن كبرى تفصل مصراتة عن طرابلس، مؤكدين دخولهم المدينة لكنهم تكبدوا 14 قتيلاً و20 جريحاً.

وفي مؤشر على انعدام القانون المتزايد بمنطقة شرق ليبيا الخاضعة لسيطرة المعارضة وتزايد الشكوك بشأن اختراقات أمنية وسط الثوار، قتل 6 من الثوار في بنغازي خلال المواجهات مع عناصر العصابة الموالية للقذافي والمشتبه بضلوعها أيضاً في اغتيال عبد الفتاح يونس. وقال محمود شمام المتحدث باسم الثوار “حصلت مواجهة طويلة استمرت ساعات عدة، لأنهم (العصابة) كانوا مسلحين جيداً .. فقدنا 6 رجال” مشيراً إلى وقوع”حوالي 20 جريحاً” من المجموعة التي تطلق على نفسها “كتيبة النداء”.

وأضاف شمام “نجحنا في توقيف 31 شخصاً”، مضيفاً أنه يشتبه بأن العناصر الموالين للقذافي نظموا عملية فرار نحو 300 معتقل من سجن ببنغازي الجمعة الماضي.

وذكر أن الاشتباكات استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الآلية، إلا أنه تمت السيطرة على الثكنة في الثامنة صباحاً ومصادرة سلاح المجموعة. ووصف شمام هؤلاء بأنهم “طابور خامس”، مما يعكس المخاوف المتزايدة بين المعارضة من أن يكون الموالون للقذافي اخترقوا صفوفها.

من جهة ثانية، ذكر إسماعيل الصلابي المسؤول العسكري في “كتيبة السابع عشر من فبراير” والذي يعمل لحساب وزارة داخلية الثوار، أن العملية كانت ناجحة 100%. كما أعلن مسؤول الأمن في بنغازي فريد الجويلي أن العديد من أسرى الحرب الذين فروا من السجن كانوا بين هؤلاء الأشخاص الذين اختبأوا في مصنع لصنع لوحات السيارات. وأضاف الجويلي أن المسلحين “رفضوا التفاوض والاستسلام لذلك تقرر شن هجوم عليهم، مضيفاً أنه يشتبه بأن هذه المجموعة قامت باغتيال اللواء يونس. وأوضح عدد من المسؤولين أن هذه المجموعة كانت تملك كمية كبيرة من المتفجرات وكانت تخطط لارتكاب اعتداءات بالسيارات المفخخة في بنغازي.

وتم الهجوم على هذه المجموعة بعد أن أمر رئيس المجلس الانتقالي مساء أمس الأول، كل الميليشيات بإلقاء السلاح والانضمام إلى الثوار، محذراً كل من يرفض القرار بالملاحقة القضائية.

وبالتوازي، أعلن علي الترهوني وزير النفط والمالية ببنغازي، أن “زعيم العصابة التي اغتالت اللواء يونس في السجن”. وأوضح أنه ما زال البحث جارياً على عناصر أخرى من مرتكبي الجريمة وأن دوافعهم غير واضحة. وقال “لا نعلم لحساب من يعملون”، مشيراً إلى أنهم من عناصر كتيبة “أبو عبيدة بن الجراح”.

وفي سياق متصل، أكد الثوار أنهم بسطوا سيطرتهم أمس، على قرية الجوش بجبل نفوسة غرب ليبيا.

وصرح جمعة إبراهيم الناطق العسكري باسم الثوار في الجبل “سيطرنا على الجوش صباح الأحد، والآن نزحف نحو الغرب، إننا نقاتل من أجل السيطرة على تيجي” البلدة الواقعة على الطريق السهلي المؤدي إلى العاصمة طرابلس. وأكد مقتل 3 وإصابة 4 من الثوار بالمعارك. وقال ناجي شيبوخ مقاتل بالمعارضة وهو يحمل قاذفة صواريخ بدائية في يده، “سنستولي على تيجي وأنا أعرف ذلك.

وهذا سيمهد الطريق إلى طرابلس”. وبدوره، قال قائد ميداني محلي في جبهة مصراتة أمس، إن الثوار دخلوا سلفاً زليطن الخاضعة لسيطرة القذافي.

وأضاف بقوله “الحمد لله أولاً للتقدم الذي أحرزناه بما أننا الآن داخل زليطن .. المعارك الدائرة الآن هي حرب شوارع وليست قتالاً في مناطق مفتوحة”. وتابع بقوله “نحتاج الآن لتنظيم خطوطنا الأمامية تماماً .. انتكسنا صباح الأحد عندما اضطررنا للتراجع كيلومتراً واحداً .. لكن طائرات حلف شمال الأطلسي تقوم بقصف كتائب القذافي أمامنا .. نحن نتقدم إلى الأمام وما هي إلا ساعات وسيكون هناك تطور مهم جداً”.

وأظهرت صور تلفزيونية حصلت عليها رويترز، ما بدا أنها بنايات بضاحية شرق زليطن. كما أظهرت الصور قتالاً عنيفاً يستخدم فيه مقاتلو المعارضة البنادق الآلية. وقال إبراهيم بواتي (24 عاماً) المصاب بشظية في كتفه “لقد تقدمنا جيداً وإن شاء الله سنكون في زليطن قريباً”.

وعلى الجبهة نفسها، هزّ نحو 20 انفجاراً أمس، مدينة مصراتة القريبة التي تسيطر عليها المعارضة، فيما بدا هجوماً جديداً للقوات الموالية للقذافي.

إلى ذلك، هاجمت كتائب للقذافي مدينة جالو جنوب بنغازي لكن المتمردين تمكنوا من صدها على حد قولهم.

أعجبك الموضوع ؟

شارك الموضوع: Facebook Digg Stumble Delicious

0 Comments:

Enregistrer un commentaire

© 2011-2015 جميع الحقوق محفوظة لموقع تونس حرة للأخبار